وسط موارد شحيحة.. "أوتشا" تقدم مساعدات لنحو 324 ألف متضرر من زلزال أفغانستان

وسط موارد شحيحة.. "أوتشا" تقدم مساعدات لنحو 324 ألف متضرر من زلزال أفغانستان
أطفال أفغان يشاهدون آثار الزلزال الذي دمر منزلهم

رغم مرور أسابيع على الزلزال العنيف الذي ضرب شرق أفغانستان في شهر سبتمبر الماضي، فلا تزال معاناة آلاف العائلات حاضرة في القرى والمناطق الجبلية المنكوبة حيث يحاول السكان التعايش مع آثار الدمار وسط موارد شحيحة وبنية تحتية هشة

وأفادت شبكة “أفغانستان إنترناشيونال”، اليوم الاثنين، أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أعلن أنه قدم مساعدات إنسانية لنحو 324 ألف شخص من المتضررين من الزلزال وهو رقم يعكس حجم الجهود المبذولة في بيئة بالغة الصعوبة، إلا أن المكتب الأممي شدد في الوقت ذاته على أن أعداداً كبيرة من المتضررين ما زالت بحاجة ماسة إلى دعم عاجل لتأمين احتياجاتها الأساسية.

الزلزال خلف دماراً واسعاً في المنازل وسبل العيش خصوصا في المناطق الريفية النائية حيث فقدت عائلات كثيرة مساكنها بشكل كامل واضطرت للعيش في خيام مؤقتة أو ملاجئ بدائية ومع اقتراب فصل الشتاء تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل نقص مواد الإيواء والتدفئة والغذاء.

تحذير من فجوة الإغاثة

وحذر مكتب أوتشا من وجود فجوة واضحة بين حجم الاحتياجات الإنسانية وقدرة الاستجابة الحالية، مشيراً إلى أن استمرار نقص التمويل وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق يعيقان تقديم الدعم اللازم لجميع المتضررين.

وأكد المكتب الأممي، على أن الفئات الأكثر ضعفاً مثل النساء والأطفال وكبار السن يواجهون مخاطر متزايدة في حال تأخر المساعدات.

إلى جانب الخسائر المادية يعاني السكان من آثار نفسية قاسية نتيجة فقدان أفراد من أسرهم أو مصادر رزقهم حيث تتحدث تقارير إنسانية عن حالات صدمة وحزن عميق خاصة بين الأطفال الذين شهدوا انهيار منازلهم وفقدان إحساسهم بالأمان.

تحديات العمل الإنساني

تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة وضعف الطرق والبنية التحتية إضافة إلى القيود اللوجستية ونقص الموارد، وهو ما يجعل بعض القرى معزولة لفترات طويلة بعد الكارثة.

في ظل هذه الظروف جددت الأمم المتحدة دعوتها للمجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي والإنساني لأفغانستان، مؤكدة أن الاستجابة الحالية رغم أهميتها لا تزال دون مستوى الاحتياجات الفعلية وأن أي تأخير إضافي قد يؤدي إلى عواقب إنسانية أشد قسوة.

تعرض شرق أفغانستان في شهر سبتمبر لزلزال قوي أودى بحياة وإصابة آلاف الأشخاص ودمر قرى بأكملها في واحدة من أفقر مناطق البلاد وتأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه أفغانستان أصلاً من أزمة إنسانية مزمنة نتيجة عقود من النزاع وتدهور الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ملايين الأفغان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة ما يجعل أي كارثة طبيعية إضافية عبئا ثقيلا على بلد يعاني هشاشة شديدة ويحتاج إلى دعم دولي مستدام يتجاوز الاستجابات الطارئة نحو حلول طويلة الأمد.

أزمة إنسانية

تعيش أفغانستان أزمة إنسانية خانقة تفاقمت بشكل غير مسبوق منذ عودة طالبان إلى الحكم، حيث تزامن الانهيار السياسي مع تدهور اقتصادي حاد وعزلة دولية واسعة انعكست مباشرة على حياة ملايين الأفغان، إذ انهارت مصادر الدخل وارتفعت معدلات الفقر وانعدم الأمن الغذائي لدى شرائح كبيرة من السكان، خصوصاً النساء والأطفال، في وقت تراجعت فيه الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. 

وزادت الكوارث الطبيعية المتكررة من عمق المأساة، إذ تعرضت البلاد لزلازل مدمرة وفيضانات وجفاف قاس خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى نزوح آلاف العائلات وتدمير المنازل وسبل العيش في مناطق تعاني أصلاً من الهشاشة. 

وفي ظل ضعف البنية التحتية وصعوبة وصول المساعدات ونقص التمويل الدولي، يجد ملايين الأفغان أنفسهم عالقين بين الفقر والبرد والجوع، في حين تحذر المنظمات الإنسانية من أن استمرار هذا الوضع دون استجابة دولية فعالة ينذر بتفاقم كارثة إنسانية طويلة الأمد تهدد جيلا كاملا بفقدان أبسط مقومات الحياة.

جهود أممية

في مواجهة هذا الواقع القاسي كثفت الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية جهودها لتخفيف معاناة الأفغان عبر برامج متعددة شملت توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه النظيفة لملايين المتضررين في مختلف أنحاء البلاد، حيث تعمل منظمات مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على إيصال المساعدات الطارئة إلى المناطق الأكثر تضرراً من الكوارث الطبيعية والنزاعات المتراكمة. 

كما تركز الجهود الأممية على دعم المجتمعات المحلية عبر برامج التغذية للأطفال والنساء وتوفير المساعدات النقدية للأسر الأشد فقرا، وإعادة تأهيل المرافق الصحية المتضررة، إلى جانب الاستجابة السريعة لحالات الزلازل والفيضانات. 

ورغم التحديات الكبيرة المرتبطة بنقص التمويل وصعوبة الوصول والقيود المفروضة على العمل الإنساني، تؤكد الأمم المتحدة التزامها بمواصلة دعم الشعب الأفغاني والدعوة إلى تضامن دولي أوسع لضمان استمرار هذه الجهود ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية